🔹 الشاهد الرابع
٤ - أَفَاطِمُ مهلاً بعضَ هذا الَّتدُللِ === وإِنُ كنت قْد أزْمَعْتٍ صرْمِيَ فأجملي
مهلا: رفقا مصدر مهل يمهل في العمل إذا عمله برفق، ولم يعجل فيه؛ ومهلا مصدر نائب مناب فعله، يستوي فيه المذكر والمؤنث، مفرداً ومثني وجمعا.
قال البغدادي: وأصله أمهلي إمهالا فحذف عامله وحذف زائده، وجعل نائبا عن فعله.
التدلل والإدلال: هو أن تتيه المرأة؛ فتسيء الى من يحبها، والتدلل الإعراض مع نوع من الكبر ولذا قيل: هو إظهار المرأة أنها تخالف، وما بها مخالفة.
أزمعت: قال الاصمعي: يقال قد أزمعت على الأمر؛ واجمعت عليه، وعزمت عليه سواء. صرمي: قطيعتي وهجري.
أجملي: أحسني وترفقي
الإعراب
(مهلا): مفعول مطاق نائب عن فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه. بعض: مفعول به للمصدر؛ أو هو منصوب بالفعل (ابقي) على هذه الرواية.
(هذا) الهاء: حرف تنبيه. ذا: اسم إشارة مبني على السكون. في محل جر بإضافة بعض إليه. التدلل: بدل من اسم الاشارة، أو عطف بيان عليه، وجوزت الوصفية.
(الواو): حرف عطف.
(إن): حرف شرط جازم.
(كنت): فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال.
(أزمعت): فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان، وجملة (كنت.. الخ) لا محل لها لأنها ابتدائية، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي.
(صرمي): مفعول به منصوب؛ وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة؛ والياء في محل جر بالإضافة.
(الفاء): واقعة في جواب الشرط.
(أجملي): فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة؛ وياء المخاطبة في محل رفع فاعل؛ والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط، هذا قول الجمهور.
وقال الدسوقي في مبحث الجملة الخامسة مما لا محل لها: "والحق أن جملة جواب الشرط لا محل لها مطلقا، كان جواب الشرط جازماً؛ أو غير جازم، كان ذلك الجواب غير مقترن بذا الفجائية أو الفاء، أو كان مقترناً بأحدهما، وذلك لأن كل جملة لا تقع موقع المفرد لا محل لها". أ.هـ وهو كلام له نصيب من الصحة و(إن) الشرطية ومدخولها معطوف على جملة (أمهلي مهلا) لا محل له مثلها. والشاهد في البيت قوله (أفاطم) حيث أتت الهمزة لنداء القريب، وذلك لأن الكلام مسوق في المعاتبة، ولا يعبأ بقول من قال: ان الهمزة لنداء المتوسط.
روابط ذات صلة.
