🔹إذا قيل أيُّ الناسِ شرُّ قبيلةٍ ***أشارتْ كليبٍ بالأكفِّ الأصابعُ
البيت من البح الطويل، وقائله الفرزدق من قصيدة طويلة يهجو بها جريراً. المفرداتقيل:
أصله قول ، فلما بني للمجهول صار (قُوِل)، بضم القاف وكسر الواو، فنُقِلت حركة الواو الى القاف بعد سلب حركتها، فصار (قِوْل) بكسر القاف وسكون الواو، ثم قلبت الواو ياء لوقوعها ساكنة بعد كرة، فصار قيل.
الناس: اسم جمع لا واحد له من لفظه كالقوم والرهط؛ واحده إنسان من غير لفظه أصله النَّوَس؛ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، وقال الجوهري: أصله أناس فعوض من الهمزة؛ الألف واللام. وهـو يطلق على الإنس والجن؛ لكنه غلب استعماله في الإنس ، قال تعالى (الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس )
![]() |
| إعراب الشاهد الثاني من شواهد مغني اللبيب |
المعنى يقول
إن لغم قبيلة كليب، وارتكاسها في الشر والرذيلة امر لا يحتاج الى البيان والإيضاح؛ لذا فانه لو سأل سائل عن شر قبيلة في الوجود لبادر الناس بالإشارة الى قبيلة كليب بأصابعهم مع أكفهم ،أي بكل أيديهم وتفسيرها.
🔹 الإعراب
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان؛ خافض لشرطه منصوب بجوابه؛ صالح لغير ذلك مبنى على السكون في محل نصب.
قيل: فعل ماض مبني للمجهول شرط إذا.
أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع؛ وهو مضاف والناس مضاف إليه.
شر: خبر المبتدأ، وهو مضاف وقبيلة مضاف إليه، ولا يجوز تنوين (شر) ونصب ( قبيلة) على التمييز، خلافا للبندادي؛ لأن ما بعد اسم التفضيل من جنس ما قبله، وإذا كان بهذه المثابة، فيجب جره بإضافته إليه، والجملة الاسمية (أي الناس .. الخ) في محل رفع نائب فاعل قيل، وجملة ( قيل .. الخ ) في محل جر بإضافة إذا إليها على القول المشهور المرجوح.
أشارت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. كليب: اسم مجرور بحرف جر محذوف؛ التقدير: إلى كليب، والجار والمجرور متعلقان بأشارت.
بالأكف: جار ومجرور متعلقان بالفعل أشارت أيضا، وقيل: متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الأصابع، والمعنى لا يأباه. الأصابع: فاعل أشارت، والجملة الفعلية هذه جواب إذا لا محل لما من الإعراب.
والشاهد في البيت
قوله (أشارت كليب) حيث يستشهد به النحاة على جر (كليب) بحرف جر محذوف كما رأيت في الاعراب، والجر بالحرف المحذوف شاذ؛ لأنه غير مطرد، يقتصر فيه على السماع؛ ولا يقاس عليه، إذ لقياس نصبه على نزع الخافض، مثل قول الفرزدق من نفس القصيدة : .
