إعراب الشاهد الأول من شواهد معني اللبيب

 

إعراب الشاهد الأول من شواهد معني اللبيب
مَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ
البيت من البحر الطويل؛ وقائله يزيد بن محمد المهلبي من أحفاد المهلب بن أبي صفرة؛ عاصر الخليفة العباسي المتوكل على الله، ونسب لبشار بن برد، وذكر قبله: إذا كنت في كل الأمور معاتبا***صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه وإن أنت لم تشرب مرارا على القذى*** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه؟ فعش واحداً أوصل أخاك فانه*** مقارف ذنب مرة ومجانه
إعراب الشاهد الأول من شواهد معني اللبيب


 
المفردات
مقارف: اسم فاعل من قارف الخطيئة ارتكبها وخالطها. سجايا: جمع سجية؛ وهي الغريزة والطبيعة والخلق. كفى: أغنى وأجزأ، فهو متعد ويجىء بمعنى (وقى)، فيتعدى الى اثنين كفوله تعالى (وكفى الله المؤمنين القتال) النبل: الشرف والفضل، ويروى مكانه (فضلا) المعايب: جمع معيب، قاله البغدادي، وفي كتب اللغة هو جمع معاب ومعابة، وأما العيب فجمعه عيوب، والكل بمعنى النقيصة؛ ولم يهمز (معايب) لأن حرف المد في المفرد ثالث وأصلي، ولم يسمع من العرب الهمز في مثل هذا إلا في معائش ومصائب ومنائر ومزائد، بخلاف ما إذا كان حرف المد زائداً فيبدل في الجمع همزة؛ نحو: قلائد وصحائف ومدائن جمع قلادة وصحيفة ومدينة.
المعنى
أي شخص تستحسن كل أفعاله وأخلاقه؟ والجواب لا يوجد أحد مُبرٌّأ من نقص وعيب، والرجل الفاضل الشريف هو الذي يمكن حصر معايبه، وعد نقائصه، لأن عد المعايب يقتضي بحسب العرف قلتها، إذ القليل هو الذي يتعرض لعده وإحصائه؛ وقلتها تستلزم كثرة المحاسن.
الإعراب
الإعراب: الواو: حرف استئناف بالنسبة لما قبلها من أبيات. من ذا: اسم استفهام مركب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ؛ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. ترضى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. سجاياه: نائب فاعل مرفوع؛ وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتمذر وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كلها: توكيد لسجايا؛ وها: في محل جر بالإضافة، وجملة (ترضى سجاياه كلها) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. كفى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. المرء: مفعول به. نبلا: تمييز. أن: حرف مصدري ونصب. تعد: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن. معايبه: نائب فاعله؛ والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة، وسكن لضرورة الشعر؛ وأن والفعل تعد في تأويل مصدر في محل رفع فاعل كفى، والجملة الفعلية هذه مستأنفة لا محل لها من الإعراب؛ هذا وقد جوز الدسوقي تبعا الدماميني وغيره رفع (المرء) على أنه فاعل كفى واعتبا المصدر المؤول بدلا منه بدل اشتمال، والمفعول محذوف ،واستبعده البغدادي والعلامة الأمير. لم يذكر في البيت شاهداً نحويا، وإنما ذكره ليبين أن الإنسان غير معصوم من الخطأ في أقواله وأفعاله، فكيف بالتأليف، ولذا قال: وأن يحضر، أي القاري قلبه أن الجواد قد يكبو، وأن الصارم قد ينبو؛ وأن النار قد تخبو؛ وان الإنسان محل النسيان، وان الحسنات يذهبن السيئات؛ وأنشد البيت.
شكرًا لقراءتك! لا تنسَ مشاركة المقال إذا أعجبك.

روابط ذات صلة

إرسال تعليق