فصل في تصويب (مشاكل)
يجرم
بعض الأدباء جمع مشكلة على مشاكل، مستندين إلى أن معاجم اللغة لم تذكر لها جمع
تكسير، ويكتفون بجمعها جمع مؤنث سالما لأنها مختومة بالهاء، والصحيح أن أصحاب
المعاجم لم يتعرضوا غالبًا في معاجمهم للنص على الجموع القياسية، اكتفاء بأقيسة
النحو والصرف، قال ابن مالك في ألفيته :
وبفعالل
وشبہه انطقا في جمع ما فوق الثلاثة
ارتق
![]() |
| تصويب (مشاكل) |
والمراد
بشبه فعالل ما ماثله عددًا وهيئة، وإن خالفه وزنًا كمفاعل وفواعل وفياعل وأفاعل، أي أن المفرد الذي زاد على ثلاثة يطرد جمعه على مفاعل سواء أكان مختومًا بالهاء،
كمهلكة ومهالك، ومفازة ومفاوز، ومكرمة ومكارم، ومنقبة ومناقب، ومثلبة ومثالب،
ومشكلة ومشاكل، أم كان مجردًا منها، كمنهل ومناهل، ومزهر ومزاهر، ومرجع ومراجع،
وفى شذا العَرف ص ٨٢، وفى مراجع الصرف شرح طويل لهذه القاعدة.
وهذا
الكلام يؤيده ما ورد في خزانة الأدب للبغدادى جزء ١ ص ٣٦٥،
وفى
المواهب الفتحية جزء ١ ص ١٦٢، وهو قول أبى طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم في
مقاطعة قريش لبنى عبد المطلب، لأنهم لم يسلموا التي لهم ليقتلوه :
لعمرى
لقد كلَّفتُ وجدًا بأحمد وإخوته
دأبَ المحب المواصل
فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها وزينًا
لمن ولاه ذب المشاكل
أي
فوّض إليه الدفع عنه مجل مشاكله.
من
هذا يتضح أن مشكلة تجمع على مشكلات، وعلى مشاكل جمعًا قياسيًّا
مطردًا،
وأنه لا ضير على من يستعمل جمع التكسير.
من كتاب (أزاهير الفصحى في دقائق اللغة)
مؤلفه عباس أبو السعود رحمه الله تعالى
