المعارك الأدبية

:
‌‌أولا: معركة مفاهيم الثقافة
تمثل "المعارك الأدبية" قطاعًا حيا من قطاعات الحياة الفكرية في الأدب العربي له خطورته وأهميته في مجالات النثر والشعر واللغة العربية والقومية العربية ومفاهيم الثقافة ونقد الكتب. وقد دارت هذه المعارك بين المحافظين والمجددين، ثم درات بين المجددين أنفسهم، متطرفيهم ومعتدليهم، وقد انتظمت موضعين هامين: معركة مفاهيم الثقافة ومعركة مفاهيم الأدب وكان أبرز أعلامها في معسكر المحافظين أحمد زكي باشا وفريد وجدي والرافعي ومحمد أحمد الغمراوي وشكيب أرسلان ورشيد رضا وفي معسكر المجددين: العقاد والمازني وزكي مبارك وهيكل وطه حسين وسلامة موسى.
المعارك الأدبية


أولا: معركة مفاهيم الثقافة
بدأت هذه المعارك منذ وقت مبكر منذ عام 1914 برسالة منصور فهمي التي قدمها للدكتوراه في باريس وهاجم فيها الإسلام، وموضوعها "حالة المرأة في التقاليد الإسلامية وتطوراتها" وقد كتبها تحت إشراف أستاذ يهودي هو "ليفي بريل". وكانت هذه الرسالة فاتحة اتجاه أطلق عليه من بعد "تيار التغريب" سار فيه كثيرون: من بينهم طه حسين ومحمود عزمي وسلامة موسى وعلي عبد الرازق وإسماعيل أدهم وعبد العزيز فهمي ولطفي السيد. وقد شمل هذا التيار مهاجمة "1" القومية العربية والوحدة العربية. "2" مقاومة اللغة العربية والدعوة إلى العامية. "3" الدعوة للكتابة العربية بالحروف اللاتينية. "4" مهاجمة الخلافة والإسلام والدين بصفة عامة. "5" اتهام العرب بالتخلف العقلي وهي نظرية "رينان". "6" النزعة اليونانية واعتبار اليونان أساتذة العرب. "7" تصارع الثقافات الفرنسية والإنجليزية. "8" إثارة الاتهامات حول القرآن والإنجيل والتوراة بالشك في نصوصها والحملة على رسول الإسلام والحضارة الإسلامية. "9" تغليب الجانب الأسطوري على السيرة المحمدية. "10" الدعوة إلى الأدب المكشوف. "11" معارك الفن للفن. "12" الدعوة إلى نقل الحضارة خيرها وشرها ما يحمد منها وما يعاب. "13" إنكار فضل العرب على الحضارة. "14" الدعوة إلى الفرعونية. ولقد كان هذا هو أبرز جوانب المعارك الأدبية التي يمكن القول بأنها درات حول "مفاهيم" الثقافة والفكر والحضارة والأدب في خلال أربع تيارات واضحة هي المحافظة والتجديد ثم التغريب والعودة إلى الأصالة وقد دلت هذه المعارك على يقظة المحافظين وما أسموا دعاة القديم، فقد هبوا عندما قاوموا تمصير اللغة العربية أو مذاهب التجزئة والقوميات الضيقة أو الفرعونية أو الفينيقية أو غيرها، أو الشعر الجاهلي أو آراء التغريب أو الإلحاد أو التهوين من شأن الدين في المجتمع أو الفكر أو فضل العرب على الحضارة وقد كانوا أصدق إيمانًا وأقرب إلى الحق وأبعد عن الانحراف.

إرسال تعليق